شمس الأصيل نائب مدير
عدد الرسائل : 1614 العمر : 44 البلد : ALGER السٌّمعَة : 13 نقاط : 7070 تاريخ التسجيل : 17/01/2009
| موضوع: كيف ينصرنا الله تعالى على أعدائنا الأحد يناير 18, 2009 12:27 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وجميع من اتبع نهجه
أما بعد :
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم يقينا أنه ما من خير ورفعة للمؤمنين إلا أمرنا الشارع الحكيم به وبأسبابه، وما من شر ، وسفول ، إلا وحذرنا الله سبحانه وتعالى منه ومن أسبابه.
ولقد وعدنا الله تعالى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد7].
وهنا مربط الفرس كيف ننصر الله تعالى، لا بد لنا من نقف عند هذه الآية الكريمة ونتدبرها أيما تدبر، ونستنبط منها الفائدة الجليلة التي غفل عنها كثير من أبناء أمتنا.
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } هذا الخطاب بلا شك موجه إلينا نحن المسلمون، فلا بد من الإصغاء له ، وتدبر معناه، فقد قال بعده: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ } وهذا شرط. ولكن: وكيف ننصر الله تعالى !!؟؟؟ بالمال، الله غني حميد ونحن الفقراء. بالقوة، إن الله هو: ذو القوة المتين. كيف إذا ننصره !!؟؟؟
ننصره كما نصره رسل الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، بتحقيق توحيده، وإذا فعلنا ذلك فقد أتينا بسبب النصر أو الشرط الذي طلبه الله منا، وحينها يكون النصر المنشود الذي وعدنا الله به حيث قال طلب منا الشرط في الآية الكريمة فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ } بعدها : {يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }.
وحينها نكون مؤهلين لنصر الله الذي وعد به عباده الموحدين الذين لا يشركون به شيئا حيث قال: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [غافر51]. ولكن للأسف الشديد أن المسلمين شرقوا وغربوا، هروبًا عن هذه الشروط إلا من رحم الله سبحانه وتعالى
{وعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }[ النساء122]
{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }[الروم6]
{أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [يونس55]
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور55]
ما معنى الذين آمنوا : معناه الذين وحدوا الله تعالى ولم يشركوا معه غيره في عبادته، واتبعوا منهج النبي صلى الله عليه وسلم، فهم مقتفون لمنهج السلف الصالح ولا يحيدون عنه قيد أنملة .
فإذا أردنا الرفعة والنصرة، والتمكين للمسلمين، والنصر للمسلمين، والهزيمة لأعدائهم، فلا بد من تحقيق توحيد رب العالمين وإتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن للأسف الشديد أن المسلمين شرقوا وغربوا، وأشملوا واجنبوا؛ هروبًا عن هذه الشروط إلا من رحم الله سبحانه وتعالى .
لو أتينا إلى الأمر الأساس ، والأمر الأول قبل أن ننتقل إلى الأمور الأخرى من أركان الإسلام ومن أحكامه، وهو التوحيد هذه الحقيقة الأولى !؟ التي أنزل من أجلها القرآن ، وأرسل من أجلها الرسل ، وخلق الخلق - سبحانه وتعالى - من أجلها : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ . وأرسل الرسل من أجلها : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ﴾ . بل إن حروب الأنبياء ، وحروب الرسل كلها كانت من أجل التوحيد ، ومن أجل بعث التوحيد ، ومن أجل نشر التوحيد ، ومن أجل إقامة شرع الله - سبحانه وتعالى - والذي أساسه التوحيد .
أين الأمة من توحيد الألوهية !؟ وهي قد غرقت في ظلمات عبادة القبور والأضرحة، إلا من رحم الله تعالى،وغرقت في خرافات الدجل والشعوذة والكهانة والسحرة إلا من رحم الله تعالى ، وغرقت في ظلمات عبادة غير الله ، ودعوة غير الله ، والذبح لغير الله ، والنذر لغير الله، والاستغاثة بغير الله، والاستعاذة بغير الله، والاستعانة بغير الله إلا من رحم الله تعالى، أين هي !؟ وهي معطلة لصفات الله ، ومعطلة لأسماء الله ، انظروا إليها إلا من رحم الله تعالى .
ما الذي أصاب الأمة الإسلامية ؟؟ !!! للأسف الشديد إن صوت الحق ودعاة الحق ، والذين يسيرون مع الكتاب والسنة لنصرة أمتهم ، وللأخذ بيد أمتهم إلى العلو لا إلى السفول ، والعمل على نجاتها يوم لا ينفع مال ولا بنون : مهمشين ، ومبعدين ، ومحارَبين . لماذا !؟ لأن كل هذه الأحزاب اتفقت عليهم ، فهي ظلمات اتفقت بجانب الظلمة ، ولا تريد إشعاع النور من أولئك الدعاة الذين يبينون لأمتهم كتاب ربهم دون تحريف ، ودون تأويل ، ودون تلبيس ، ويبينون لهم تاريخ أمتهم ، وأسباب الضعف فيها ، وأسباب القوة من خلال الآية القرآنية والسنة النبوية على فهم سلفنا الصالح .
إن الله - سبحانه وتعالى - قد أتم الدين ، وقد أتم الحجة فلا بد علينا أن ننظر بمنظار الشرع ولا نغتر بالشعارات ، ولا نغتر بالهتافات. هذه الأمة الإسلامية من ضعف إلى ضعف ، وها هي الأحزاب الصارخة المجلجلة بجموع شبابها وفتيانها ، وأهازيجها وأناشيدها ، وصراخها وعويلها وخطبها عندما يضربها العدو بأي ضربة ، أو يحاصرها بأي حصار سرعان ما تأخذ تولول وتتشكى وتبكي ، وتقول : أين أنتم !؟
إن ما يحدث في غزة ، وما يحدث في فلسطين - البلد الحبيب - إنه أمر يتفطر منه قلب كل مسلم موحد ، وإن دل فإنما يدل على ضعف الأمة الإسلامية ؛ لكن ما الذي أدى إلى هذا !؟ ما هي الأسباب !؟
لابد أن ننظر إلى الأسباب وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية، لا وفقًا للأسباب التي يطرحها كل حزب سياسي من أجل أن يسقط الحزب الآخر ؛ إن السبب الحقيقي هو خلل ولكن أين هو هذا الخلل!!!؟؟ إنه الابتعاد عن شرع الله تعالى ، وعن منهج النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم الأخذ بأسباب النصر التي ذكرها الله في كتابه ، ولم نتجنب أسباب الهزيمة التي نهانا الله عنها في كتابه ، ولم نطبق أسباب النصر في سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، ونتجنب أسباب الهزيمة التي حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الذي أدى إلى أن يحصل ما يحصل . أمة مختلفة...
من الذي تأذى !؟ من الذي تألم !؟ من الذي تعذب !؟ هو ذلك الطفل الذي تجلس عائلته بجانبه من أجل أن تضخ له الأكسجين ، أو تلك الأم التي قتل أولادها ، هي تلك الأسرة التي هُدِّم منزلها ، وهؤلاء السياسيين الكذابين الماكرين كل واحد منهم يريد أن يحقق الأمر - من خلال هذا – مكتسب لحزبه وضربةٌ للحزب الآخر، - التحزب لا يجوز شرعا، وما بني على فاسد فهو فاسد، الأمة الإسلامية والشعوب تقتل ، والنساء ترمل ، والبيوت تهدم ، والأطفال تموت ، والأدوية تنقطع ، والطعام ينفذ . سلاح الدمار الشامل يجرب على العزل المساكين والسياسيين يسعون لتحقيق مصالحهم والإطاحة بغيهم ممن خالفهم.
إن الأمة وللأسف الشديد بعيدة كل البعد عن أسباب تحقيق النصر. والقدس لن تحرر بالخطب الرنانة ولا بالمواعظ البليغة المؤثرة ، فالخطب من عشرات السنين !! والأمة ذليلة والقدس في الأسر من عشرات السنين !! .
فلن يعاد القدس بالخطب والمواعظ والمؤتمرات الكلامية فقط، ولا بالمظاهرات الصاخبة أو بحرق العلم الأمريكي أو الصهيوني، وإنما بعودة الأمة من جديد إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته عليهم الرضوان وحينها يتحقق النصر المنشود الذي وعد الله به عباده الموحدين {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
إن المصائب والكروب، والآلام والجروح، والنكبات والمحن، والخطوب والمعكرات، لا تدفع بالتضلع في السياسة، وسماع أهلها، ولا بالسيئات والآثام، ولا بالقبائح والمذمات، ولا بالصراخ والعويل واللغط، ولا بخروج نسائنا إلى الشوارع، ولا برمي الناس بالظنون، ولا بإطلاق العنان للسان، وإنما تدفع بالتوبة النصوح، والإنابة إلى الله والخضوع له، والتضرع إليه والالتجاء به، والإقلاع عن الذنوب، والبعد عن أماكنها، والإقبال على الطاعات، والمسارعة إليها والإكثار منها. لا بد من توحيد رب العالمين و الرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
هذه العدة المعنوية ثم بعدها: العدة الحسية وإنشاء الله تعالى ممكن جدا نجعل لذلك محورا خاصا بحول الله وقوته
وفي الأخير أقول هذا ما أعتقده و أدين الله به، والله الموفق وهو الهادي إلى سبيل الرشاد
وسبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
| |
|
رباني ترابك يا سوف نائب مدير
عدد الرسائل : 1750 العمر : 124 البلد : الجزائر السٌّمعَة : 11 نقاط : 6695 تاريخ التسجيل : 28/11/2008
| موضوع: رد: كيف ينصرنا الله تعالى على أعدائنا الأحد يناير 18, 2009 7:55 am | |
| | |
|