المركز الجامعي لميلة
bienvenue chez nous
les informaticiens d'algérie
المركز الجامعي لميلة
bienvenue chez nous
les informaticiens d'algérie
المركز الجامعي لميلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Centre Universitaire de Mila
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المرأة و حق الحياة /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رباني ترابك يا سوف
نائب مدير
نائب مدير
رباني ترابك يا سوف


ذكر
عدد الرسائل : 1750
العمر : 124
البلد : الجزائر
السٌّمعَة : 11
نقاط : 6696
تاريخ التسجيل : 28/11/2008

المرأة و حق الحياة  /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي Empty
مُساهمةموضوع: المرأة و حق الحياة /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي   المرأة و حق الحياة  /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي Icon_minitimeالثلاثاء يناير 06, 2009 7:18 pm


مما لا شك فيه أن حق الحياة هو أقدس ما متع الله الإنسان به من الحقوق ، ذلك لأنه أساس سائر الحقوق الأخرى و ينبوعها ، فهو ملاكها جميعا ، وهو سر وجودها و مصدر فاعليتها . و لعل أوضح نص يبرز مدى قدسية هذا الحق في كتاب الله عزوجل ، قوله تعالى Sadمن أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ، ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعا ) (مائده ، 32)
و إنك لتلاحظ أن التعبير جاء بكلمة (نفس ) ليسقط فارق الذكورة و الأنوثة ، ولتكون قدسية الحياة في حكم الله و تنزيله شاملة لكليهما .
وقد تجلى هذا الشمول في قوله (ص) يوم حنين ، وقد رأى امرأة مشركة مقتولة قد اجتمع عليها الناس : ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل ، ففيم قتلت ؟ ثم قال الرجل : انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له إن رسول الله يأمرك يقول : لا تقتلن ذرية ولا عسيفاُ فإنك لتري أن وصف الشرك لم يخدش قدسية حياتها ، فضلا عن أن تخدشها الأنوثة . ونظراً إلى هذه المساواة بين الرجل و ا لمرأة ، فيما أضفاه الله على حياة كل منهما من الحرمة والقداسة ، فقد كانت عقوبة القصاص نافذة في قتل الرجل و المرأة على السواء . و من أبرز النصوص الصريحة في الدلالة على ذلك قول الله تعالى : و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالاذن و السن بالسن و الجروح قصاص إلى قوله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ...(مائده ، 49-48) قال ابن كثير في تفسير لهذه الآية : وقد اجتح الائمة كلهم على أن الرجل يقتل بالمرأة بعموم هذه الآية الكريمة ، وكذا ورد في الحديث الذي رواه النسائي وغيره أن رسول الله (ص) كتب في كتاب عمروبن حزم : أن الرجل يقتل بالمرأة وفي الحديث الأخر ... المسلمون تتكافا دماؤهم (تفسير بن كثير ، ج2ص 62-61)
وقد يستشكل بعضهم أن عقوبة القتل قصاصا ، عندما تنزل إلى الدية ، بسبب العفو عن القصاص ، أو لأن القتل وقع خطأ ، تختفي عندها هذه التسوية ، إذ تصبح دية المرأة نصف دية الرجل .
و الجواب أن وجوب الدية في هذه الحال ، ليس عقابا تقدر من خلاله قيمة الحياة الإنسانية في شخص المقتول ، و إنما هو تسوية حقوقية أريد منها التعويض عما لحق الأسرة من ضرر مادي من جراء مقتل أحد أفرادها ، ولذلك كان حكمها داخلا في خطاب الوضع الذي يسري على المكلفين و غيرهم ، وإذا كان الأمر هكذا ، فإن التعويض المالي يجب أن تراعى فيه درجة الخسارة المالية الناجمة عن مقتل الشخص الذي فقدته الأسرة . ولا ريب أن خسارة الأولاد بفقد أبيهم الذي كان يعولهم أكبر من خسارتهم بفقد أمهم من هذا الجانب و كذلك الفرق بين من قتل زوجها ومن قتلت زوجته خطأ ، أي أن المصيبة المادية فيمن قتل زوجها أقدح منها بالنسبة لمن قتلت زوجته .
إن القيمة الإنسانية في كل هذه الحالات واحدة فإذا كانت الجنابة عمدا فالحكم هو القصاص دون تفريق و لكن إذا عفا ولي الدم و أولياؤه عن القصاص ، أو كان القتل خطأ ، اختلفت العقوبة وحلت محلها الدية ، سعيا إلى التسوية قابلة للتفاوت كما أوضحنا .
ومما يبرز هذا المعنى ما يقوله الأستاذ مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه (المرأة بين الفقه و القانون ) : إن قوانينا الحاضرة جعلت للدية حدا على وحدا أدنى وتركت للقاضي تقدير الدية بما لا يقل عن الأدنى و لايزيد على الأعلى وما ذلك إلا لتفسح المجال لتقدير الأضرار التي لحقت بالأسرة من خسارتها بالقتيل . وهي تتفاوت بين كثير من الناس ممن يعملون و يكدحون . فكيف لا تتفاوت بين من يعمل و ينفق على أسرته و بين من لايعمل و لا يكلف بالإنفاق على أحد ، بل كان ممن ينفق عليه .(المرأة بين الفقه والقانون ، ص 39) ومن المعلوم أن هذا الحق الذي تتساول فيه المرأة مع الرجل ، تابع من الجامع المشترك بينهما ألا وهو صفة الإنسانية التي هي مصدر الحقوق كلها كما أو ضحنا سابقا . و لعلك تعلم أن الإسلام في الوقت الذي كان يقرر بداهة اشتراك الرجل و المرأة في صفة الانسانية , كانت فرنسا منهمكة في رعاية مؤتمر عقد في القرن السادس الميلادي ، للوصول إلى معرفة حقيقة المرأة ، أهي من صنف الإنسان أم شيء آخر . (انظر دائرة معارف القرن العشرين عند الحديث عن امرأة ) وفي الوقت الذي كان القرآن يتنزل بتحريم ما كانت تفعله بعض القبائل الجاهلية من وأد البنات ، وكان المسلمون يردّدون قول الله عزوجل ..وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت .... (التكوير ، 9وCool كان الرومان إبان العصور الوسطى يمعنون في التفنن بتعذيب المرأة إلى الموت دون جريمة اقترفتها من ذلك صب القطران على جسومهن ، ومن ذلك ربط أرجلهن بعدد من الخيول ، ثم تركها و شانها تركض في كل الجهات لتتمزق المرأة أشلاء ومن ذلك ربط مجموعات منهن في سارية تتقد تحتها نار هادئة مدة أيام عديدة ليتساقط منهن اللحوم و الشحوم و يمتن على هذه الحال . و إن المتأمل ليعجب و تأخذه الدهشة من هذا التحول الذي لا يستبين له موجب في المجتمع الروماني فقد كانت النساء ، أيام إقبال الحضارة الرومانية و بذخها يمرحن فرحات بما أوتينه من الحرية و السلطة و التفوق على الرجال و بما كنّ يتمتعن به من تسابق الرجال إلى استرضائهن و التقرب منهن ... وإذا بهن يتحولن بعد ذلك إلى موضع لأقسي المظالم التي تذوب لهولها الأكباد ... ترى ما الذي ذهب بتلك الحرية الأولى و وسم وجه المرأة بميسم الأسر و العبودية إلى هذه الدرجة من الوحشية المنكرة ؟؟
يطرح مؤلف دائرة معارف القرن العشرين هذا التساؤل في استغراب وعجب بعد أن عرض صورة لحياة الإباحية و البذخ التي كانت تتقلب فيها المرأة ، ثم عرض للصورة المناقضة الأخرى التي أعقبتها بعد ذلك ... و لكنه أجاب عن هذا التساؤر قائلا : لما امتد ملك الرومانيين و نالوا بسطتي العظمة و التفوق على الأمم ، و لم يبق لهم في الارض مناظر ، تداخلهم حب الترّف و الرفاهية ، وهما لا يتمان إلا باختلاط الجنسين معا .و ساعدهم على ما كانت علقته أذهانهم من تعاليم ملاحدة اليونانيين و مقلديهم من الرومانيين أيضا ، فشرعوا كشف الحجاب عن نسائهم و ترقّوا في ذلك شيئا فشيئا ، حتى صرن المسيطرات في الأمور السياسية وحصل في هذا الاختلاط من الدنايا و المقاذر ما أكره أن يكتبه قلمي هذا ، فماتت همتهم و خارت عزائمهم وتسفلت نفوسهم ، فوقعوا في التناظر و التسافل ، فأزداد الفساد فيهم نشوبا ، وحدثت أثناء ذلك أحداث غيرت اتجاهات الأفكار بالمرأة و اشربت النفوس أن النساء سبب ذلك الفساد كله ، فأخذ الحقد عليهن يتزايد شيئا فشيئا و التضييق يشتد يوما فيوما ، حتى وصل الأمر إلى ما وصفت لك من حال القرون الوسطى لغاية القرن السابع عشر ومقدمة التاسع عشر .
ثم قال : فإذن ، كانت المرأة المسكينة ألعوبة في يد الرجل ، لهذه الدرجة ، يحبسها مادام متدينا ، ثم إذا داخله حب اللهو و الترف ، يخرجها ليلعب بضعفها ، ثم إذا فتنها و أتلف آدابها بما يخترعه لها من أنواع البذخ و الزينة ، يراها حملا ثقيلا عليه فيرجعها إلى حبسها بأشدّ مما كان ( دائرة معارف القرن العشرين لفريد وجدي ج 8ص 622و623)
أقول : و إن مسرح الأحداث في الغرب اليوم وهو ربيب الحضارة الرومانية يعيد هذه القصة ذاتها وقد أوشك الفصل الأول منها على الانتهاء و ظهرت بوادر الفصل المأساوي الثاني الكل ذي بصيرة و اهتمام بتسلسل الأحداث و تشابكها و العوامل النفسية و الاجتماعية الكامنة وراءها .

وهذه الاستهانة بحق المرأة في الحياة لم تكن خاصة بالمجتمع الروماني ، بل كانت الشأن الغالب في سائر المجتمعات الأخرى . فشريعة (مانو) في الهند مثلا لم تكن تعرف المرأة اي حق مستقل عن حق أبيها أو زوجها أو ولدها في حالة وفاة الأب و الزوج ، فإذا انقطع هولاء جميعا وجب أن تنتمي المرأة إلى رجل من أقارب زوجها في النسب ولم تستقل بأمر نفسها في حال من الأحوال . وأشدّّّّ من نكران حقها في معاملات المعيشة نكران حقها في الحياة المستقلة عن حياة الزوج ، إذ هي مقضي عليها بأن تموت يوم موت زوجها و أن تحرق معه على موقد واحد ، وقد دامت هذه العادة العتيقة من أبعد عصور الحضارة البرهمية إلى القرن السابع عشر .
و شريعة حمورابي التي اشتهر بها بابل ، كانت تعدّ المرأة من نوع الماشية . ولم تكن لها قيمة تذكر لا يصدد حق الحياة و لا غيرها ، وكثيرا ما كانت تهدر حياتها فدية لأي جريمة ترتكب من قبل شخص ما . أما في اليونان ، فقد مرت المرأة بمراحل مختلفة ولكنها كانت في أكثرها مسلو بة الحرية و المكانة ، و كانت الشرائع اليونانية لا تكاد تحميها من أي خطر يهدد كرامتها بل حتى حياتها ، و من المعلوم أن إنكار حق الانسان جملة ، قد بلغ الغاية من القسوة في نظام الرق الذي تمركزت آفاته على المرأة أكثر من غيرها ، في اسبرطة . فقد كان الآباء يقتلون سبع بنات من كل عشر يولدن لهم....
و بالجملة ، فإن المرأة في ظل الحضارات الغابرة ، كانت تنال حظا من الاهتمام بها، في مراحل الترف و البذخ التي تنتهي إليها عادة الحضارات الكبرى . و لكنها لم تكن تنال ذلك في تلك المراحل تقديرا لشخصها و اعترافا بقيمتها ، و إنما كانت تنالة لأنها في مرحلة ذلك البذخ و الترف تعدّ مطلبا من مطالب المتعة و الوجاهة الاجتماعية في حياة الرجال . و لذا فسرعان ما كانوا يعودون فيرونها شؤما عليهم ، في مراحل الشدة و الإدبار الحضاري . أي فهي لم تكن مكرمة من حيث هي ، في أي من الحالتين .
وهذا هو فرق ما بين الاسلام و الحضارات العالمية الأخرى في النظر إلى مكانة المرأة : أما الإسلام فقد كرمها من حيث هي كائن يتمتع بسائر الصفات الإنسانية المكرمة بل المقدسة في حكم الله عزوجل ، ومن ثم فإن هذا التكريم ما ينبغي أن يتأثر بالإقبال أو الإدبار الحضاري ... و أما الحضارات التي تحدثنا عن نماذج منها ، فإنما كانت ولا تزال ، ترى في المرأة مادة غنية لترف الرجل و بذخه و مظهرا لابد منه للألق الحضاري الذي يتمتع به . فإذا جاء دور الإدبار الحضاري لسبب ما ، و حيل بين الرجال و الترف الذي كانوا ينقلبون فيه . لم تعد المرأة تلك المادة الغنية الهامة التي كانوا يتوفون إليها و يبحثون عنها ، بل سرعان ما تتحول إلى عبء ثقيل عليهم مضافا إلى الأعباء الأخرى التي يعانون منها .
و بعد ، فإن القيمة الكبرى لهذا الذي أضفاه الإسلام على حق الحياة للمرأة ، من قداسة و أهمية و خطوره ، تتجلى فيما تتفرع عنه من ا لحقوق الإنسانية الأخرى ، كلأهلية و الحرية بأنواعها ، و المكانة الأجتماعية التي ينبغي أن تتبوأها ، بل إن هذه الحقوق في الوقت الذي تعدّ فيه فروعا عن حق الحياة ، هي في الوقت ذاته حصن لابدّ منه لرعاية حق الحياة ذاتها ... ذلك لأن أي تساهل في رعاية ما ينبغي ان تمارسه من
حق الآهلیة و الحرية بأصنافها ، يعرض مع الزمن حق الحياة ذاتها لأخطار و آفات قد تتسرب إليها . وفي الکتاب مواضيع اخری جديرة بالقراءه.

مـأخــذ : من كتاب المرأة بين الطغيان النظام الغربي و لطائف التشريع الرباني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المديرة
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
المديرة


انثى
عدد الرسائل : 1223
العمر : 35
البلد : algerie
السٌّمعَة : 9
نقاط : 6401
تاريخ التسجيل : 07/09/2008

المرأة و حق الحياة  /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة و حق الحياة /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي   المرأة و حق الحياة  /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي Icon_minitimeالجمعة يناير 09, 2009 12:51 am

مشكور جمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شمس الأصيل
نائب مدير
نائب مدير
شمس الأصيل


انثى
عدد الرسائل : 1614
العمر : 44
البلد : ALGER
السٌّمعَة : 13
نقاط : 7071
تاريخ التسجيل : 17/01/2009

المرأة و حق الحياة  /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي Empty
مُساهمةموضوع: رد: المرأة و حق الحياة /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي   المرأة و حق الحياة  /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي Icon_minitimeالجمعة أبريل 24, 2009 12:21 am

مشكور يا جمال ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأة و حق الحياة /الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المركز الجامعي لميلة :: أدب وشعر :: القصص القصيرة-
انتقل الى: