الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين، وبعد:
هناك أعراض تصحبنا ونحن كبار قد تكون أثراً من آثار الطفولة، تعرض صاحبها لهنّات تربوية خاطئة. ومن هذا تخويف الطفل من الجن، أو العفريت، وربط ذلك بالظلام. كما تقوم بذلك بعض الأمهات –للأسف- لتجبر ولدها على طاعتها في شيء ما، أو خوفاً عليه تعوده على النوم في الأضواء؛ فينشأ وفي نفسه خوف دائم من الظلام، ومن ثم تهجم عليه التخيلات المخيفة، والتصورات المرعبة.. إلى غير ذلك من آثار سلبية قد تؤثر في شخصية الولد إذا شب عن الطوق، فينشأ خائفاً يترقب من كل شيء، بل ويحق عليه المثل أنه "يخاف من خياله"، لذا أنصحك -أ- بما يأتي:
1- قراءة أذكار المساء، ثم قراءة أذكار قبل النوم عندما تأوي إلى فراشك وتوكل على الله تعالى وكن على يقين بأنك في حفظ الله تعالى وذمته.
2- واعلم بأن النور والظلام من مخلوقات الله تعالى لأجل راحة البشر قال تعالى: " وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا" [النبأ:10-11].
3- واجلس في نور خافت، أو في ظلام وحدك، واجعل لنفسك ورداً من الاستغفار والتسبيح؛ ليتربط في نفسك الظلام بالسكينة، فيتغشاك الأمان، وتشعر بالاطمئنان.
4- إذا شعرت بالخوف، فردد كثيراً دعاء ذي النون إذ نادى في الظلمات: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" [الأنبياء:87].
5- إذا أصابك الخوف فقل:
"أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر،من شر ما خلق،وبرأ وذرأ، ومن شر ما نزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمان" جامع الترمذي (3505).
أسأل الله تعالى أن يذهب وحشتك، وأن يزيل خوفك، وأن يثبت على الخير والهدى قلبك.. والله أعلم.