المركز الجامعي لميلة
bienvenue chez nous
les informaticiens d'algérie
المركز الجامعي لميلة
bienvenue chez nous
les informaticiens d'algérie
المركز الجامعي لميلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Centre Universitaire de Mila
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تأكيد الذات ....الجزء الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رباني ترابك يا سوف
نائب مدير
نائب مدير
رباني ترابك يا سوف


ذكر
عدد الرسائل : 1750
العمر : 124
البلد : الجزائر
السٌّمعَة : 11
نقاط : 6696
تاريخ التسجيل : 28/11/2008

تأكيد الذات ....الجزء الأول Empty
مُساهمةموضوع: تأكيد الذات ....الجزء الأول   تأكيد الذات ....الجزء الأول Icon_minitimeالأحد ديسمبر 21, 2008 2:42 pm

من الجوانب الشخصية التي تبين إرتباطها بالنجاح أو الفشل فى العلاقات الإجتماعية ، ما يسمى بالتوكيدية ASSERTIVENESS أو تأكيد الذات ، أو ما أطلقنا عليه في موقع آخر حرية التعبير عن المشاعر ( إبراهيم 1995 ) .

يشير مفهوم تأكيد الذات إلى خاصية تبين أنها تميز الأشخاص الناجحين ، من وجهتي نظر الصحة النفسية والفاعلية فى العلاقات الإجتماعية . كان أول من أشار إلى هذا المفهوم وبلوره على نحو علمي ، وكشف عن متضمناته الصحية ، هو العالم الأمريكي " سالتر " ( Salter 1994 ) الذي أشار إلى أن هذا المفهوم يمثل خاصية أو سمة شخصية عامة ( مثلها مثل الإنطواء أو الإنبساط ) ، أي أنها تتوافر في البعض فيكون توكيدياً في مختلف المواقف ، وقد لا تتوافر في البعض الآخر ، فيصبح سلبياً وعاجزاً عن توكيد نفسه في المواقف الإجتماعية المختلفة . وجاء بعده " ولبي " ( WOLPE , 1958 ) و " لا زاروس" LAZARUS 1966 اللذان أعادا صياغة هذه الخاصية ، بحيث أصبحت تشير إلى قدرة يمكن تطويرها وتدريبها ، وتتمثل في التعبير عن النفس والدفاع عن الحقوق الشخصية عندما تخترق دون وجه حق . ومن ثم أشارا إلى أن بإمكان أي فرد أن يكون توكيدياً في بعض المواقف ، وسلبياً في مواقف أخرى . ومن ثم يكون هدف العلاج النفسي أن ندرب الفرد الذي يعاني من المرض النفسي أو العقلي ، على أن يتطور بإمكانياته في التعبير عن التوكيدية والثقة بالنفس فى المواقف التي كان يعجز فيها عن ذلك . ونظراً لما تمثله هذه الخاصية من أهمية في فهم الإضطراب النفسي ، فقد تحولت الأذهان في الفترات الأخيرة إلى إبتكار كثير من البرامج لتدريب هذه القدرة . وبإبتكار هذه البرامج أصبح بالإمكان التخفيف من كثير الأعراض المرضية ، التي يلعب فيها القصور في المهارات الإجتماعية أحد العوامل الرئيسة ، بما في ذلك القلق والإكتئاب . ويمثل برنامج تدريب المهارات الإجتماعية وتدريب القدرة التوكيدية والمستخدم فى العيادة السلوكية بكلية الطب ، جامعة الملك فيصل تحت إشراف المؤلف ، أحد هذه البرامج التي أثبتت الخبرة فاعليتها في البيئة العربية ، وقبل الدخول في تفاصيل هذا البرنامج ، نشير فيما يلي إلى بعض الحقائق الخاصة بمفهوم التوكيدية ، وكيفية قياسها .


التوكيدية في نقاط :

أصبح مفهوم التوكيدية من المفاهيم المستقرة ، التي أثبتت فائدتها فى العلاج النفسي والسلوكي ، كما تنوع إستخدامها بحيث أصبحت تشير إلي أكثر من معنى ، أمكننا حصر بعضها على النحو التالي :

1- الدفاع عن الحقوق الشخصية الفردية المشروعة سواء في الأسرة أو العمل ، أو عند الإحتكاك بالآخرين من الغرباء أو الأقارب .

2- التصرف وفق مقتضيات الموقف ، ومتطلبات التفاعل بحيث يخرج الفرد في هذه المواقف منتصراً ، وناجحاً ، ولكن دون إخلال بحقوق الآخرين .

3- التعبير عن الإنفعالات والمشاعر بحرية ، أي الحرية الإنفعالية .

4- التصرف من منطلقات نقاط القوة في الشخصية ، وليس نقاط الضعف ، بحيث لا يكون الفرد ضحية لأخطاء الآخرين أو الظروف .

5- التوكيدية تتضمن قدراً من الشجاعة وعدم الخوف من أن يعبر الفرد عن شعوره الحقيقي ، بما فى ذلك القدرة على رفض الطلبات غير المعقولة ، أو الضارة بسمعة الإنسان وصحته .

6- التحرر من مشاعر الذنب غير المعقولة أو تأنيب النفس عند رفضنا لهذه المواقف أو إستهجاننا للتصرفات المهينة .

7- القدرة على إتخاذ قرارات مهمة ، وحاسمة وبسرعة مناسبة ، وبكفاءة عالية .

8- القدرة على تكوين علاقات دافئة ، والتعبير عن المشاعر الإيجابية ( بما فيها المحبة ، والود ، والمدح ، والإعجاب ) خلال تعاملنا مع الآخرين ، وفي الأوقات المناسبة .

9- القدرة على الإيجابية والتعاون وتقديم العون .

10- القدرة على مقاومة الضغوط الإجتماعية ، وما تفرضه علينا أحياناً من تصرفات لا تتلائم مع قيمنا .

11- المهارة فى معالجة الصراعات الإجتماعية ، وما يتطلبه ذلك من تقديم شكوى ، أو الإستماع إلى شكوى ، والتفاوض ، والإقناع ، والإستجابة للإقناع ، والوصول إلى حل وسط … إلخ .

بإختصار فإن التوكيدية تتضمن كثيراً من التلقائية ، والحرية في التعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية معاً ، وهي بعبارة أخرى تساعدنا على تحقيق أكبر قدر ممكن من الفاعلية والنجاح عندما ندخل في علاقات إجتماعية مع الآخرين ، أو على أحسن تقدير ، تساعدنا على ألا نكون ضحايا لمواقف خاطئة ، من صنع الآخرين ، ودوافعهم فى مثل هذه المواقف .

سؤالنا الآن :

ما الذي يجعل من خاصية تأكيد الذات جانباً من جوانب الصحة النفسية ؟ ولماذا تمثل التوكيدية أحد الجوانب التى ينبغي على المكتئبين تدعيمها ؟

من اليسير إستنتاج إجابة هذا السؤال بإعادة النظر إلى ما ورد في السطور السابقة . فالتوكيدية تعني من ضمن ما تعنيه أن تكون لدينا القدرة على أن نفتح للآخرين أنفسنا ومشاعرنا ، وهي بهذا المعنى تعني عدم الخوف من أن تطلع الآخرين على مشاعرك ، بدلاً من أن تخفيها بداخلك ، ولهذا يسهل على التوكيدي أن ينمي علاقة سهلة ودائمة ودافئة بالآخرين ، بسبب ما تخلقه من طمأنينة متبادلة ، وتواصل ، وعدم خوف من كشف الذات ، ويمثل هذا النوع من العلاقات الإيجابية جانباً من الجوانب المهمة فى التغلب على الإكتئاب ، فنحن نشعر بالإكتئاب عادة عندما نفشل فى أن نجد علاقة أو أكثر فيها هذا الدفء .

وفى بيئاتنا العربية ، يوجد أكثر من سبب يجعلنا نشجع على تنمية التوكيدية بصفتها طريقاً للصحة النفسية . فتنميتها تساعد على تجنب كثير من جوانب الإحباط ، والجوانب المنفردة التي ترتبط بطبيعة العلاقات الإجتماعية فى بلادنا . وهنا قد أجد ضرورة إلى أن أشير إلى وجود نمط من الناس يخلقون نوعاً من العلاقات التي يسميها علماء النفس : علاقات مسمومة TOXICATING RELATIONSHIPS ... هذا هو النوع المجادل ، الذي يتبرع للمنافسة في كل كبيرة أوصغيرة ، ويحاول جهده أن يسفه من رأيك ، ويقلل من مجهوداتك ، وبعبارة أخرى يبني رأيه على النقد والمنافسة ، وهدم الآخرين أو الإقلال من شأنهم . هذا النوع من الأشخاص الذي يخلق جواً من العلاقات المسمومة قد يكون سائق تاكسي ، أو زميلاً فى العمل ، ربما حتي رئيسك ، أو حتى أقرب المقربين . وتبين دراسة الإكتئاب ، أنه قد يكون في أحياناً كثيرة نتيجة مباشرة لهذا النوع من العلاقات ، ومن هنا تنبع أهمية تأكيد الذات . فمن الصعب أن تكون موضوعاً للإمتهان من سائق تاكسي ، أو من رئيسك في العمل ، أو من زملاء المهنة ، أو غير هؤلاء من أشخاص أوقعتك الظروف معهم فى علاقات مسمومة من هذا النوع ، ما دمت مدرباً على التعبير عن مشاعرك الإيجابية والسلبية وأن تكون قادراً على إعلانها بصوت مسموع .

مثال هذا : حالة سيدة في الثلاثينيات من العمر متزوجة ، ولها أربعة أطفال : ثلاث فتيان وإبن رزقت به بعد طول إنتظار ، ومنذ شهور قليلة قبل حضورها للعيادة السلوكية . عندما قدمت إلينا ، وكان زوجها معها طلبت من زوجها وبثورة واضحة أن تراني بمفردها ، وما أن جلست تحكي مشكلتها حتى أجهشت ببكاء شديد ، ولما تمالكت نفسها ذكرت أنها تعيش في أسرة الزوج ، أي مع إخوته وأمه فى بيت واحد بحكم تقاليد المجتمع ، وذكرت أنه لا يمر يوم دون الدخول في صراعات ومنافسات مع أمه وأخواته ، وكل منهن تحاول أن تستميله إلى جانبها ، وأنهن ينصحنه أمامها بأن يتزوج من إمراة أخرى تنجب له أطفالاً ذكوراً ( في الفترة التى لم تكن فيها قد أنجبت إبنها الأخير ) . وذكرت " أن الأمور تسير على هذا المنوال " في هذه العلاقات منذ أن تزوجت ، وعندما سألتها كيف كانت تستجيب لذلك ، أجابت بالغضب والثورة أحياناً ، وأحياناً بالبكاء بمفردها ، والشكوى من الألم والوحدة لكل من يسمع لها . كان من الواضح أنها طورت علاقة لم تكن قائمة على على تأكيد الذات ، فقد تراوحت إستجاباتها بين الإنفعال بالغضب والهياج أو الإكتاب والإنزواء ، وكل ماكانت تفعله في هذه المواقف هو الشكوى " من حال الدنيا ، والتعاسة التي تعيشها " لكل من ينصت لها ، أي أنها كانت تعزز بشكواها مزيداً من سوء الحال مزيداً من الإضطراب . وكان ذلك يساعد على إستمرار الحلقة المسمومة من هذه العلاقات ، التي تتدهور حتى في علاقتها مع الزوج الذي كانت أيضاً تثور عليه وتتهمه بالجبن والتواطؤ ، ولما كان من الصعب عليها وعلى زوجها أن يعيشا مستقلين بعيداً عن أسرته ، فقد رسمت لهذه السيدة خطة علاجية لمساعدتها على التعبير عن إحتياجاتها في ظل الظروف التي تعيش فيها ، ووضعنا الإختيارات الممكنة ، ثم أمكن تدريبها بعد ذلك على التعبير عن الإحتياجات والحلول التي بلورتها بطريقة تأكيدية ، وقد أخذ ذلك منها تقريباً سبع جلسات إستطاعت بعدها أن تكون علاقة هادئة ومستقلة ، بدلاً من العلاقة المسمومة ، سارت خطتها العلاجية وفق خطوات منها :

1- التدريب على الإسترخاء كطريقة من طرق مقاومة القلق والضغوط .

2- تجنب الإنفعال عندما تواجه بالرفض أو النقد .

3- لا ترفضي ولا تؤيدي رأيهم فيك ، لأن الرفض يدفعهم إلى تأكيد وجهات نظرهم ، وإنتقاء أنواع السلوك بشكل مبتسر لكي يبينوا أنهم على حق .

4- بدلاً من المواجهة بالرفض أو الانفعال ، حاولي أن تنظري إلى الأمور من وجهة نظرهم ، على أن تعيدي صياغتها لهم بشكل يضمن حصيلة من الكسب المتبادل لك شخصياً ولهم : أي يضمن ألا يظل المناخ من حولك عدائياً ، وفي نفس الوقت ألا يشعروا بأنهم هزموا في صراعهم معك . فمن المؤكد ( إلا إذا كان جميع أفراد هذه الأسرة يعانون من مرض عقلي ) ستختلف الأمور ، وسيختلف نمط العلاقات لو " أظهرت أنك تتفهمين سبب إنشغالهم بموضوع الإنجاب ( أو أي موضوع آخر يثير الإضطراب في العلاقة بأسرة الزوجين ) ، وأنك ربما كنت ستشعرين نفس الشعور لو كان لك إبن أو أخ في نفس الظروف ، ولكن موضوع الإنجاب ليس بيدك الآن وأن هناك محاولات منك للبحث عن علاج ، وحتى لو فشل هذا العلاج فإن العلاقة بزوجك ليست مجرد إنجاب ولكن هناك دوراً أو أدواراً أخرى يمكن أن تلعبيها بإيجابية فى حياته وحياتهم ، ولهذا الغرض فأنت تحتاجين إلى مساعدتهم لك ، ودعمهم لك لتقومي بدورك بينهم على أحسن وجه " .

كان هدفنا أن أن نبين لهذه السيدة أن العلاقات الدائمة ، تحتاج إلى مهارة أكثر من مجرد الإنفعالات وتبادل الإتهامات ، وأن الحلول الإيجابية هي تلك التي تضمن محاولة لكسر الحلقة المفرغة الخبيثة ، التي يمكن أن تسود مثل هذه العلاقات إذا ما سمحنا للإنفعالات والغضب ، أن يكونا هما الأسلوبين الوحيدين للعلاج . وفى نفس الوقت طلبنا منها أن تضع فى خلال 15 دقيقة قائمة بما تحتاج إليه بالفعل في الظروف الحالية ، وأن تضع خمسة حلول لمشكلتها الرئيسية على فرض أنها سمعتها من صديقة أخرى لها ، وأن تبين ما هي الصعوبات التي قد تعيق تنفيذ هذه الحلول . وأن تحدد من بإمكانه في داخل الأسرة أن يساعدها دون خلق مشاكل إضافية . لقد إستطاعت هذه السيدة فيما لا يزيد عن شهرين من الجلسات الأسبوعية أن تعيد إدراكها وفهمها لأفراد الأسرة ، ومشاعرهم ، كما إستطاعت أن توطد علاقة إيجابية بزوجها ووالدته ، وفوجئت بالدعم والدفء الذي لقيته من أفراد الأسرة فى هذا الإتجاه ، ولما كانت تشعر بضرورة أن يكون لها بيت مستقل فقد أثارت هذه الحاجة لدى زوجها فتبين لها أنه كان يفكر في ذلك بالفعل ، وأنه يعمل على ذلك ، وأن أهله لا يمانعون من هذا ، بل يشعرون بالطمأنينة إذا ما تم ذلك الآن ، وفي ظل العلاقة الإيجابية الدافئة التى خلقتها داخل الأسرة ، ولم تعد الأم تخشى من أن يكون إستقلال إبنها نوعاً من الفقدان له .

ومن ناحية أخرى ، عادة ما يحصل المدربون في هذه الخاصية على مكاسب وفوائد إيجابية أكثر ممن هم أقل توكيدية . أي أن التعبير الإيجابي عن النفس يعود علينا بإيجابية مماثلة ، مما يساعد على خلق حلقة حميدة من العلاقات الإجتماعية ( في الظروف العادية ومالم يكن أحد الطرفين مصاباً بمرض عقلي ، فإن تفهم الآخرين ، والتصرف بإيجابية معهم ، سيدفع إلى نفس الإستجابة ، مما سيزيد من فرص الإحتكاك والتفاعل الإيجابي بين الطرفين ) .

ولأن التوكيديين يتكلمون أكثر ، ويعبرون عن مشاعرهم فى داخل الجماعة بحرية أكبر ، فهم يعطون الآخرين فرصة أكثر للتعبير المماثل عن مشاعرهم . ومن ثم ، فإن التعبير عن المشاعر بثقة يخلق جواً إيجابياً سهلاً ، ويساعد على تنمية جو إجتماعي دافيء وبناء . كل ذلك يجعل من هذه الخاصية أحد المتطلبات الرئيسية للصحة بشكل عام ولمقاومة الإكتئاب بشكل خاص .

فإلى أي مدى أنت قادر على تأكيد الذات ؟ وفي أي المواقف تجد صعوبة في تأكيد ثقتك بالنفس ؟ وفى أي المواقف تجد صعوبة فى التعبير عن نفسك ؟ وكيف يمكنك تدريب هذه المهارة في شخصيتك ؟ هذه هي الأسئلة التي سنجيب عنها في الجزء التالي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأكيد الذات ....الجزء الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المركز الجامعي لميلة :: قسم الدروس الخاصة بالجامعة :: قسم علم النفس-
انتقل الى: