أكدت
المباراة الودية التي أجراها المنتخب الوطني بملعب مدينة روان الفرنسية
أمام منتخب مالي، متكون من تشكيلة شابة، أن عملا كبيرا ينتظر الطاقم الفني
لكي يكون جاهزا في الدور الثالث من التصفيات المزدوجة لكأس العالم
وإفريقيا 2010، حيث بقي تاريخ واحد فقط ولمدة 48 ساعة (11 فيفري 2009)،
لإجراء تربص أخير قبل مواجهة المنتخب الرواندي نهاية مارس من العام
المقبل في أول مباراة التصفيات.
رغم استحواذ ''الخضر'' على الكرة
بنسبة عالية خلال 90 دقيقة، بسبب غياب أبرز لاعبي المنتخب المالي على غرار
ديارا (ريال مدريد)، كانوتي (إشبيلية)، سيسيكو (جوفنتوس) وسيدو كايتا
(نادي برشلونة)، إلا أن السيطرة كانت نوعا ما عشوائية، بسبب غياب صانع
ألعاب حقيقي يقود الهجمات بإحكام، لأن رباعي وسط الميدان يتشكل من لاعبين
اثنين يقومان بمهمة استرجاع الكرات، وهما القائد منصوري وعبد السلام
اللذين يفتقران لخاصية صنع اللعب، وكذا متمور وجديات حيث هما في حاجة إلى
خبرة واسعة. كما أكدت هذه المباراة، مرة أخرى، ضعف محور الدفاع، حيث بدا
واضحا أن ''الكهل'' مهدي منيري أضحى غير مؤهل لتولي منصب حساس كقائد دفاع،
نظرا لثقله الكبير وارتكابه لأخطاء فادحة، إلى درجة أن عنتر يحيى، المعروف
سابقا بقوته في الفوز بالصراعات الثنائية، كان أداؤه متواضعا، لكون منيري
لا يضمن التغطية اللازمة، والهدف الذي سجله الماليون في ربع الساعة الأول
من اللقاء، يبين بوضوح أن الخط الخلفي سيكون لقمة سائغة لمهاجمي المنتخبات
القوية الذين يتميزون بالسرعة الفائقة والمهارات التقنية العالية، بدليل
أن شبان مالي غالبا ما أربكوا عناصر دفاع ووسط ميدان المنتخب الوطني
بتحركاتهم السريعة التي تعتمد على اللمسة الواحدة، على عكس فريقنا الوطني
الذي لا يزال بعض لاعبيه بحاجة إلى انضباط في اللعب، مثل الظهير الأيسر
بلحاج، الذي يبالغ في الاحتفاظ بالكرة حتى في الوضعيات الصعبة مما يجعله
يرتكب عدة أخطاء، ناهيك عن عدم مبالاته بالجانب الدفاعي لغلق المنافذ على
المنافس من الجهة اليسرى. أما الوجه الجديد غزال، مهاجم نادي سيينا
المنتمي إلى بطولة الدرجة الأولى الإيطالية، فقد كان أداؤه متميزا في أول
ظهور له مع ''الخضر'' سواء بتحركاته المستمرة ومهاراته التقنية التي أقلقت
المنافس، وكذا تموقعه الجيد الذي سمح له بأن يكون سمّا قاتلا في دفاع
المنافس الذي عانى كذلك من الضغط الذي فرضه عليه. وهو ما سمح لزميله غيلاس
التحرر من مضايقة المدافعين، وجعله يؤدي مباراة في المستوى، ولولا نقص
الفعالية أمام المرمى والحظ الذي أدار ظهره للفريق الوطني لكانت النتيجة
لصالح الجزائر.
ورغم إدراك الطاقم الفني، بقيادة المدرب الوطني رابح
سعدان للنقائص الموجودة، إلا أن استحالة تجميع اللاعبين في تواريخ غير
التواريخ التي ضبطتها ''الفيفا''، تجعل مهمة تصحيح الأخطاء شبه منعدمة.
وهو ما يحتم التفكير من الآن في إعداد جيل قوي من اللاعبين المحليين
لتشكيل منتخب يتشكل بنسبة كبيرة منهم، لتمكين الطاقم الفني من إجراء تربص
متى تطلبت الضرورة، مثلما يحدث حاليا في المنتخب المصري. ولن يتأتى ذلك
إلا برفع مستوى البطولة من خلال هيكلة الأندية وتجهيزها بمختلف المرافق
والإمكاني