الخوف الذي يبديه بعض الاطفال من النوم في حجره مغلقه مظلمه بمفردهم . هذا الخوف جزء فقط من المخاوف التي يمكن ان تتولد عند الاطفال . وان مثل هذا النوع من هذا الخوف لا يخلق مع الطفل فحينما يولد الطفل لا يولد معه الا نوعان من الخوف الخوف من الاصوات المزعجه والخوف من السقوط اذا ترك بمفرده.
لماذ اذا لا نجد الا قله من الاطفال هم الذين لا يصابون بانواع اخرى من الخوف .
ان هذه احدى المشاكل التي اخذ الاطباء وعلماء النفس والمهتمون بشؤون الاطفال في دراستها ذلك لان اسوأ ما يصيب الشخص البالغ او الطفل هو الخوف فالخوف يغير نظرة الشخص للحياة ويجعله قلقا دائما والخوف من الفشل هو الذي يمنع الكثيرين من الانتقال الى عمل فيه منفعه اكثر.
والخوف هو الذي يمنع الكثيرين من محاولة التعرف على اصدقاء جدد هذه بعض العقد النفسيه التي يسببها الخوف
والاطباء النفسيون يشيرون الى ان هذا الخوف يتولد عند الفرد اثناء طفولته ومن الامور التي تجعل من الصعب التخلص من الخوف هو اننا نولد ولدينا بعض الغرائز ومن ضمنها الحذر او الحرص ويختلف الناس في ذلك فبعضهم اكثر حذرا من اللازم وبعضهم اقل حذرا. ان هولاء الذين تسيطر عليهم غريزة الحذر هم الذين لديهم قابليه اكثر لان تتولد فيهم غريزة الخوف.
فبالنسبه للطفل لا توجد ام تقبل ان تترك طفلها فوق دورة المياه مثلا ولكن هل تتركه فوق ارض غرفة النوم النظيفه نسبيا ام تجعله يقضي ايامه بين اللفائف المعقمه وحينما يشب ويكبر قليلا ترسله للمنزل بدلا من تتركه يلعب في الحديقه
فالاجابه على مثل هذه الاشئله تحدد ان كانت الام تكتفي بالحذر الواجب فقط ام تتعدى ذلك الى الخوف عليه ولا مبرر له
ان كل ام ترغب في ان توفر لطفلها اكبر كميه ممكن من الامن والسلامه ولكنها قد تتمادى في ذلك اكثر من المعقول فبعض الامهات لايمكن ان يدعن شخصا يقترب من اطفالهن الا اذا وضع قناعا على انفه وفمه ليمنع الجراثيم
ولا شك ان هذا شيء جميل اذا كان الشخص مصابا بالبرد مثلا ولكن في الاحوال العاديه يكون حذرا اكثر من المطلوب او بعياره اخرى خوفا
فان طفلك يجب ان تكون لديه الفرصه لتتكون لديه المناعه ضد بعض الجراثيم التي تسبب امراضا لا بد ان تحدث له في يوم من الايام . وكلنا نعرف الام التي لا تدع طفلها يلعب في الحديقه حتى لا يتسلق شجره فيسقط او تحرمه من عصير الفاكهه في مكان عام خشية الا تكون الاكواب نظيفه ولا تدعه يذهب للمدرسه في سيارة الاطفال حتى لا يتشاجر معه احد كل هذه التصرفات تنقل الخوف من الام الى الطفل والخوف يؤثر في الطفل كالشخص البالغ تماما
هنالك بعض الاطفال الذين لا يزعجهم اي شيء تراهم سعداء مسرورين في جميع الاحوال وان تولد لديهم الخوف من شيء معين فلمده قصيره ولا يلبثون ان ينسوا ذلك سريعا اذا لم يتكرر في فترات متقاربه وبعض اخر تجده خجولا يخاف من ابسط الاشياء حتى الاطفال في مثل سنه وهولاء هم الذين نطلق عليهم لقب الاطفال الحساسين والانطوائيين فهم يعيشون في عزله فكريه وعقليه وتؤثر فيهم الاحداث المختلفه بعمق وعنف اكثر من الطبيعي مثل هولاء الاطفال لديهم القابليه لان تتولد لديهم كثير من المخاوف التي تتحول سريعا الى عقد نفسيه دفينه ان لم نمد لهم يد المساعده للتخلص منها
نفرض انك عزيزتي الام تعيشين في بيت سعيد وانك لا تصابين بالقلق امام الاحداث الصغيره ومع ذلك اصيب طفلك بعدة انواع من الخوف ربما كان ذلك النوع البسيط كالخوف من الظلام او من الحيوانات مثلا وربما كان طفلك يخاف من اشياء تبدو مضحكه لك ولكنها ليست كذلك بالنسبه للطفل فاول شيء سيقلقك في هذه الحاله هو انه بالرغم من تذرعك بالصبر في ازالة هذا الخوف من نفسه الا انه لم يستجب لذلك فاذا كان خوفا من الظلام مثلا فربما وجدته يوافقك تماما على جميع ما تقولينه له عن ذلك وربما شاركك الضحك منه اثناء النهار ولكن ما كاد الظلام يحل حتى تكشفي انه ما زال يخاف منه والسبب في ذلك ان الخوف شيء لا نفكر فيه بعقولنا ولكنه عاطفه كالعواطف الاخرى التي تنبع من داخل انفسنا دون ان نستطيع ان نعللها
والطريقه الوحيده التي يستطيع طفلك ان يتغلب بها على الخوف هي التعود ومن هنا تستطيعين ان تساعده لا تحاولي ان تتهكمي على مخاوف طفلك مهما تكن صغيره لانه بذلك سيفقد الثقه في انك تستطيعين فهمه ولا تحاولي بتصرفاتك ان تزيدي من خوف الطفل من الشيء الذي يزعجه فاذا كنت تعلمين او استطعت ان تتوصلي الى ما سبب له هذا الخوف في اول مره فان ذلك يساعدك كثيرا وسواء توصلت الى ذلك ام لا فتذكري دائما ان الخوف مصدره تجربه غير ساره للطفل وبالبحث في هدوء تستطيعين ان تصلي الى كنه هذه التجربه
فاذا كلن طفلك يخاف الكذب مثلا فانتهزي كل فرصه وقصي عليه او قدمي له حكايات لطيفه عن الكذب ثم ساعديه على ان يتقرب من بعض الكلاب الهادئه في حضورك فاذا امكنك ان تحضري له بعذ ذلك كلبا صغيرا لا يخاف منه .. انتهت المشكله تماما
وذا كان يخاف من الظلام فاشرحي له ان هذا الظلام هبه من الله لنحصل فيه على الراحه وان جميع الكائنات تنتهزه فرصه للهدوء والسكينه وان القمر والنجوم في السماء تسهر على سعادته وامنه حتى تشرق الشمس
فاذا استعملت هذه الطريقه في ان تمزحي الشيء الذي يخاف منه الطفل بتجربه سعيده بدلا من التجربه السابقه واذا اظهرت له انكتحبينه وتفهمين ما يجول بخاطره واسبب خوفه واذا كنت تعيشين في اسره سعيده متعاونه فسيسير طفلك في الطريق الصحيح ليصبح شخصيه متكامله لا تنتابه المخاوف ولا العقد النفسيه