نشأة البنوك وتعريفها .1-نشأة البنوك :إن البدايات الأولى للعمليات المصرفية تترقي لعهد بابل العراق القديم بلاد ما بين النهرين أما الإغريق فقد عرفوا قبل الميلاد بأربع قرون بدايات العمليات المصرفية التي تزاولهـا البنوك المعاصرة كتبادل العملات وحفظ الودائع ومنـح القروض
أما البنوك بشكلها الحالي فقـد ظهرت فـي الفترة الأخيرة مـن القرون الوسطي بعـد ازدهار المدن الإيطالية إثر الحروب الصليبية, فقـد كـانت تـلك الحروب تستلزم نفقات طائلة لغرض تجهيز الجيوش كمـا أن العائدين منها مـن المحاربين قد جلبوا معهم خيرات كثيرة سواء عن طريق النهب أو الشراء
وترتب عن هذا الفائض من الثراوت تطور للفعاليات المصرفية ، وقد قضت ضرورة التعامل شيوع فكرة قبول الودائع للمحافظة عليها من الضياع مقابل شهادات اسمية التـي تحولت فيما بعـد إلى شهادات إيداع على أشكال متعددة منها : الشيك – الكمبيالة – البنكنوت (نقود ورقية ) بشكلها الحديث , وحيث لم يكتفي الصيارفة بمجرد قبول الودائع فقد عملوا على إستثمار أموالهم الخاصة بإقراضها للغير مقابل الفوائد التي يحصلون عليها
منهم وقد حققوا من وراء ذلك أرباحا طائلة ولـم تقف ممارسة الصيارفة عند هـذا الحد ، فقد سمحوا لعملائهم بحسب مبالغ تتجاوز أرصدتهم ( السحب على المكشوف ).
هذا ما أدى في النهاية إلى إفلاس عدد من بيوت الصيرفة نتيجة تعذر وفاء الديون الأمر الذي دفع المفكرين
فـي أواخر القرن السادس عشر إلـى المطالبة بإنشاء بيوت صيرفية حكومية تقوم بحفظ الودائع والسهر على سلامتها .
وهكذا تطورات الممارسات المالية من صراف إلى بيت صيرفة ثم إلى بنك .
ويعتبر أقدم بنك حمل هذا الاسم في التاريخ هو بنك برشلونة 1401،أما أقدم بنك حكومي
فقد تأسس في البندقية عام ( 1007ه - 1587م) ، وجـاء بعـده بنك أمستردام الهولندي عام ( 1029
ه- 1609م) ، ويعتبر هذا البنك النموذج الذي إحتذته معظم بنوك أوربا فيما بعد مع مراعاة ما تقتضيه الظروف من دولة إلى أخرى
. وقد إزدهرت الأعمال المصرفية في القرنين السابع عشر والثامن عشر فـي بعض دول أوربا نتيجة تدفق الخيرات والمعادن النفيسة عليها ، ومنذ بداية القرن الثـامن عشروظهور الثورة الصناعية ، أخذت البنوك تتوسع وتأخذ شكل شركات مساهمة ، بالإضافة إلى زيادة عدد البنوك المتخصصة في الإقراض متوسط
وطويل الأجل في النصف الثاني من تلك الفترة .
وقد بدأت البنوك ترتكز بواسطة الإندماج أو بطريقة الشركات القابضة و إ تـساع هذا النطاق بعد الحرب العالمية الاولى في معظم البلدان الرأسمالية ، وقد تدخلت الدولة في تنظيم أعمال البنوك ، فقصرت حق إصدار
الاوراق النقدية إلى البنوك المركزية ، في حين ظلت البنوك التجارية متخصصة في تمويل العمليات التجارية .
تعريف البنوك : إن كلمة بنك إشتقت من المقاعد التي كان يجلس عليها الصرافون في أسواق البندقيـةوأمستردام , فمن حيث الأصل اللغوي للكلمة هـو الكلمة الإيطالية < بانكـو> والتـي تعني مصطبة , ويقصد بها في البدء المصطبة التي كان يجلس عليها الصيارفة لتحويل العملة ،ثم تطور المعني فيما بعد لكي يقصد بالكلمة المنضدة التي يتم فوقها عد وتبادل العملات ، بعدها أصبحت تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتجري فيه المتاجرة
بالنقود .
يمكن تلخيص عمل البنك فـي أنه يقبل الأموال الفائضة عن حاجات أصحابها ويعيـد تقديمها لآخرين يحتاجونها لتمويل مختلف إستخداماتهم , وعليه فالبنك هـو منشأة تنـصب عملياتها الرئيسية علـى حشد الموارد المالية والنقود الفائضة عن حاجة الجمهور ، منشآت الأعمال والدولـة لغرض توظيفهاأو إقراضها للآخرين وفـق أسس وتقنيات معنية
طبيعة عمل البنوك . مما سبق تبين لنا أن البنك يتاجر بأموالالناس ، وهذا معناه أن أمواله أي "رأس مالـه عند التأسيس + لإحتياطي +الأرباح المتراكمة " لا يمثل الجزء البسيط من مجموع الأموال التي يتعامل بها ، بل وإن هذا الجزء لا يتعامل به تقريبا لأنـه استهلكه في أبنيتـه وأثـاثه موجود الثانية ، ويترتب على وظيفة المتاجرة بأموال الغير نتيجتين
. أولا / الحرص :
فالبنك مؤتمن علـى أموال الناس أي المودعين الذين وضعوا ثقتهم فيه وأودعو أموالهم , وهو حريص على تلك الأموال حرصا يمليه المنطق" البنك يسعي ليكون على مستوى الثقة " ويميله القانون "البنك ملزما بإعادة الحق إلى أهله ، خاصة وأن هنـاك إثباتا خطيا لهذا الحق بالتوقيع والتاريخ " , هذا الحرص يتمثل في الضمانات التـي يطلبها البنك عند إقراضه الأموال للعملاء ، فهو يسعي لضمان إستعاده ما أقرضه , لأن هذا المال هو للناس الذين لابد أن يطالبوه منه "البنك" يوما ما
ثانيا/ السيولة : فالبنك يتعامل بأموال الناس ، لذا فعليه أن يكون حاضرا لطلبات النـاس (المودعين) إذا طلبوا سحب يرغبونه من ودائعهم ، وهـذا يفسر مبدأ وجوب توفير السيولة الكافية (المال النقدي الجاهز) لدى البنوك لمواجهة طلبات السحب الأنية من قبل المودعين . وبذلك فـأن بنوك المخاطرة بعملياتها إذا أرادات إقراض المال للغير ، وهـذا مـا يجعلها متحفظة فـي ممارستها لهذا النوع من الوظائف , وقد زاد هذا التحفظ بعد تدخل الدولة في التشريع ، لكي تلزم هـذه البنوك بأن تحفظ جزاء من أموالها بشكل سائل ضمانا لمصلحة المودعين ، بل وأكثر من ذلك أصبحت ملتزمة بحكم التشريع بأن تحفظ لدى لبنك المركزي بنسبة من أموالها بشكل سائل كضمان إضافي لتوفير السيولة .
أنواع البنوك . يتكون الجهاز المصرفي في أي مجتمع من عدد من البنوك تختلف وفقا لتخصصها والدور الذي يؤديه في المجتمع ، ويعتبر تعدد أشكال البنوك من الأمور الناتجة عن تخصص الدقيق والرغبة في خلق هياكل تمويلية مستقلة تتواءم مع حاجات العملاء والمجتمع .
ويتعامل في السوق المصرفية أنواع متعددة من البنوك من أهمها :
البنوك لتجارية – بنوك الإستثمار – بنوك الأعمال – بنوك التوفير والإدخار .
1/البنوك التجارية :المؤسسات لمالية النقدية أو البنوك التجارية هي نوع من الوساطة المالية التي تتمثل مهمته الأساسية فـي تلقي الودائع الجارية للعائلات والمؤسسات والسلطات العمومية , و يتيح لها ذلك القدرة على إنشاء نوع خاص من النقود وهي نقود الودائع ، إن وصف هذهالمؤسسات المالية بالنقدية لا يعني أنها الوحيدة دون غيرها التي تتعامل بالنقود ، ونسمي المؤسسـات المالية النقدية أيضا البنوك التجارية أو بنوك الودائع.
2/
بنوك الإستثمار:نشأهذا النوع من البنوك في إنجليترا وكانت أعماله تقتصر على قبول الأوراق التجاريـة بهدف تمويل التجارة الخارجية ، وتوفيـر الأموال اللازمة للمقترضين في الخارج بـطرح الأسهم والسندات في الأسواق المحلية لرأس المال .
أمافي الوقت الحالي فقد إمتد نشاط هذا النوع من البنوك خاصة في الدول الرأسمالية ليشمل التمويل المحلي وإدارة الإستثمارات وتمويل عمليات البيع الأجل ، كما يلعب ورا هاما فـي الأسواق المالية الدولية وهذا
وقد إختلفت تسمية هذه البنوك في كثير من الدول لتعكس الإختلاف في وظائفها وفـق المهام والأنشطة التي يقوم بها .
3/بنوك الأعمال :تسمية أيضا بنوك التجارة، وهي بنوك لا يقبل عليها الجمهور ، وتقتصر عليها عملياتها على المساهمة فـي تمويل المنشآت الأخرى عـن طريق إقراضها والإشراك في رأس مالـها ثم الاستحواذ عليها فهي بنوك تعمل في سوق رأس المال في حين البنوك الأخرى تعمل في السوق النقدي
4/بنوك التوفير والإدخار :بنوك الإدخار نشآت أساسا بغرض تجميع المدخرات الشعبية وهي بالتالي بنوك شعبية تتكون من وحدات صغيرة منتشرة جغرافيا لكي تكون قريبة من الفئات ذوي الدخل المحدود وتتميز أساسا بإنخفاض الحد الأدني للإيداع حتى نتمكن من جذب مدخرات القاعدة الشعبية العريضة
]وهذه البنوك لا تستهد فلربح بصفة عامة ولكن غـايتها الأصلية هـي تجميع المـدخرات الصغيرة الحجم, وقدنالت هذه البنوك شعبية ضخمة في مختلف دول العالم، ووجدت مؤازرة من لأفراد ومن الحكومات التي تؤيدها وتدعمها وتمنحها تسهيلات لا توفرهـا لغيرها مـن وحدات الجهاز المصرفي .
5/البنوك المركزية :البنك المركزي هو المؤسسة التي تتكفل بإصدار النقود في كل الدول , وهو المؤسسـة التي تترأس النظام النقدي .يشرف على التسير النقدي ويتحكم في كل البنوك التي تنشط في لإقتصاد . يسمى بنك البنوك وبنك الحكومة , حيث يعودون إليه عندما يحتاجون السيولةويقوم لبنك المركزي بالوظائف التالية
v إصدار الأوراق المالية والنقود المعدنية وتسوية التداول
ا
v تسيير ورقابة توزيع القروض .
v شراء وبيع الذهب والعملة الصعبة .
v تقديم التسهيلات الإئتمانية بشكل إعادة الخصم أوالتسليفات
مقابل ضمان من المصارف التجارية.
v تسوية أرصدة المقاصة بين المصارف .
v تسيير وتوظيف الإحتياط المتداول ( من الذهب والعملة الصعبة)