نعم للماضي حق لكن للحاضر والمستقبل حقوق

عندما يتقدم العمر برجل أو امرأة فإن أحدهما لا بد سيفتخر بنفسه مستعرضاً شبابه و قوته في الماضي ، تلك الصفات التي لم تعد موجودة الآن .
بالمقابل .. سيكون الحديث عن المستقبل أمراً مستبعداً ، لأن العجوز لا يمتلك الأدوات اللازمة ليفكر بالمستقبل .

بالمقابل ..

هل نحن بالمقابل أمة عجوز ؟ .

ثمة قائل يقول : ( من ليس له ماض ، ليس له حاضر ، و لن يكون له مستقبل ) .


ما هو الماضي ؟ .

هل هو مجموع تلك الأوابد التاريخية و بقايا المدن ؟ أم هو سيرة عظماء الآباء و الأجداد و فتوحاتهم الشريفة ؟
أم هو تلك الابتكارات و الاختراعات الأولى في الفنون و الشعر و الفلك و الطب و العمارة ؟

لا شك أن للتاريخ بهاؤه و احترامه ، لكن أن يصبح التاريخ وحده مصدراً للتشاوف و الاستعراض و الخبز اليومي للأمة ، أن يكون الهدف من سرد التاريخ ، إلغاء تاريخ الآخرين و جعلنا في مقدمة الأمم ، فهو ضرب من التعالي الأجوف الخالي من الفهم النبيل الحقيقي للحياة .

إن التشبث بتلابيب الماضي و السير على حساب الآني و الحاضر و المستقبل مضيعة للوقت الثمين و مسمار إضافي في نعش الأمة .
لقد استهلكنا التاريخ و أرهقناه و جعلناه يهترئ تحت وطأة فهمنا المغلوط ، كما أن التاريخ استهلكنا و أرهقنا و جعلنا خارج مضمار الحداثة و التطور .

هناك أمم استطاعت أن تتعامل مع تاريخها بمنطق و حكمة كبيرين ، حيث وضعوا التاريخ في مكانه اللائق و انطلقوا باتجاه الحاضر و المستقبل ، علماً أن تاريخهم عزيز عليهم و قد لا يقل عظمة – في نظرهم - عن تاريخنا .

إن تعلق أي أمة بتاريخها بعيداً عن مجاراة العلم و المنطق ، يعتبر ظاهرة مرضية و أدعى لوصفها بالسذاجة البدائية و الانفعال المجاني .
و هي ظاهرة تؤكد إحساسنا المرير بالهوان و الضعف و التخلف و الذل و عدم القدرة على المواكبة .

نعم ، للتاريخ حق ، و لكن للحاضر و المستقبل حقوق .

كيف نربط بين ماضينا ومستقبلنا ؟ ونعزز مستقبلنا بماضينا ؟

نعم كريم الماضي مهم لذا من المفروض ان نعمل في وقتنا الحاضر ما يجعلنا نفتخر به في المستقبل
و نقول كنا في الماضي

شكرا