في رحاب آيـة
{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا . حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا . وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا . وَكَأْسًا دِهَاقًا . لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا. جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}
يعرض لنا المولى عز وجل مشهد التقاة في النعيم . بعد مشهد الطغاة في الحميم : فإذا كانت جهنم هناك مرصدا ومآبا للطاغين ، لا يفلتون منها ولا يتجاوزونها ، فإن المتقين ينتهون إلى مفازة ومنجاة ، تتمثل ( حدائق وأعنابا )..( وكواعب ) وهن الفتيات الناهدات اللواتي استدارت أثداؤهن ( أترابا ) متوافيات السن والجمال .. ( وكأسا دهاقا ) مترعة بالشراب .. ( لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ) .. فهي حياة مصونة من اللغو والتكذيب الذي يصاحبه الجدل ، فالحقيقة مكشوفة لا مجال فيها لجدل ولا تكذيب ؛ كما أنه لا مجال للغو الذي لا خير فيه .. وهي حالة من الرفعة والمتعة تليق بدار الخلود .. ( جزاء من ربك عطاء حسابا ) … إن هذه الحياة الناعمة المترفة هي خير جزاء لمن اتقى الله جل وعز، وائتمر بأوامره وانتهى عن نواهيه.