من لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة رجل منع فضل ماء
يحُرم صنف من عباد الله أن يكلمهم الله يوم القيامة كلاماً حسناً، ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم؛ لأنهم منعوا فضل الماء، عن الآدمي وعن الحيوانات. ولقد بيَّن لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في جملة من الأحاديث عقاب من منع فضل ماء:
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم:... ورجل منع فضل ماء، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي، كما منعت فضل ما لم تعمل يداك>>
وعن سعد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: <<من منع فضل ماء منعه الله فضله يوم القيامة>>
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: << لا يمنع أحدكم فضل ماء، ليمنع به الكلأ >>
قال الشافعي: "ففي هذا الحديث ما دل على أنه ليس لأحد أن يمنع فضل مائه، وإنما يمنع فضل رحمة الله بمعصية الله، فلما كان منع فضل الماء معصية لم يكن لأحد منع فضل الماء".
وفي هذا الحديث دلالة على أن مالك الماء أولى أن يشرب به ويسقي، وأنه إنما يعطي فضله عما يحتاج إليه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من منع فضل الماء ليمنع به الكلأ منعه الله فضل رحمته"، وفضل الماء الفضل عن حاجة مالك الماء.
قال الشافعي: "وكل ماء ببادية يزيد في عين أو بئر أو غيل أو نهر بلغ مالكه منه حاجته لنفسه وماشيته وزرع إن كان له، فليس له منع فضله عن حاجته من أحد يشرب أو يسقي ذا روح؛ خاصة دون الزرع، وليس لغيره أن يسقي منه زرعاً ولا شجراً إلا أن يتطوع بذلك مالك الماء"
قال ابن حجر في الفتح: "هو محمول عند الجمهور على ماء البئر المحفورة في الأرض المملوكة، وكذلك في الموات إذا كان بقصد التملك.
وأما الماء المحرز في الإناء: فلا يجب بذل فضله لغير المضطر على الصحيح".
وذهب أكثر العلماء: "إلى أنه لا يُمنَعُ فضل الماء الجاري النابع مُطلقاً، سواء قيل إن الماء ملك لمالك أم لا".