قل للطبيب تخطفته يد الردى**ياشافي الأمراض : من أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما**عجزت فنون الطب : من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة**من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة**فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام**بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا**راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء**لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه**فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان** أوتحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت**شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين**دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا**ميت فاسأله: من أحياكا؟
وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً**فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟
وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً**فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد**ورعاية : من بالجفاف رماكا؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو**وحده فاسأله : من أرباكا؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا**أنواره فاسأله : من أسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد**كلّ شيء مالذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي**بالمر من دون الثمار غذاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى**فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها**فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟
وإذا ترى الجبل الأشم منا طحا**قمم السحاب فسله من أرساكا؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال**جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج**طغى فسله: من الذي أطغاكا؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا**فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟
وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً**فاسأله: من ياصبح صاغ ضحاكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها**عيناك وانفتحت بها أذناكا!
والله في كل العجائب ماثل**إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
يا أيها الإنسان مهلا مالذي**بالله جل جلاله أغراكا؟
الشاعر: إبراهيم علي بديوي === سوداني