كم
مره ناديت على طفلك اثناء اللعب ودعوته الى الغذاء فتجاهل صراخك المتكرر
لتفاجيئن بع فيما بعد ينفجر في ثورة غضب هائله . يصرح او يلقي في نفسه على
الارض في حركه بهلوانيه سريعه رافضا تنفيذ الامر.
ان هذا المشهد يتكرر يوميا في بيوتنا والاسباب شتى . فلماذا يغضب الاطفال؟
تشكو
الامهات من عصبيه اطفالهن الزائده رغم صغر سنهم وغالبا ما تكون هذه
العصبيه ناتجه عن ضيق يشعر به الطفل ولا يملك وسيله للتعبير عنه سوى من
خلال الصراخ والبكاء ويتم ذلك لاسباب مختلفه كاحساسه بالملل او الجوع او
العطش او شعوره بالحر او عدم قدرته على الرضاعه او وجود غازات زائده في
معدته او انزعاجه من الضوضاء ويجب ان تعلم الام ان هذه الحالات سبب عصبية
اطفالها .
وتشير التقارير الى ان النقص
في ملامسة الطفل في السنوات الاولى يولد لديه شعور بالتوتر والعصبيه
الزائده وعدم الامان لذلك يجب على الامهات والاباء احتضان اطفالهم
وملاعبتهم لبث الشعور بالامان والطمأنيئه.
وفي حالة زيادة عصبية الطفل في
سنوات الحضانه والمدرسه فمن المؤكد لها اسبابا رئيسيه وهنا تبرز اهمية
الحوار الهادي بين الاهل والطفل لاكتشافها فقد تكون السبب مضايقة
زملائه في المدرسه او اشقائه.
وفي هذا الاطار يقول احد
اساتذة طب الاطفال انه خلال السنوات الاولى من عمر الطفل تعتبر الام هي
صلة هذا الاخير بالدنيا فعدم الاهتمام به يزعجه كثيرا ومجرد
انشغالها بتنظيف المنزل او بطفل اخر يشعره بالرعب والعصبيه .
ولهذا فمن الضروري ابقاء صله
حيويه بين الام وطفلها مضيفا ان علاج العصبيه الزائده لدى الاطفال يستوجب
من جانب الاهل التعبير عن حنانهم وملامسة طفلهم باستمرار واحتضانه لمعرفة
ما يضايقه .
ويضيف استاذ اخر بان طابع
الطفل العصبي تنقسم الى انواع عده ويذكر حالات ابرزها الطفل الذي يدعى
البطوله نتيجة لاتساع مداركه ورؤيته لافلام العنف مما يجعل هذه الصفه
(العصبيه) في سن الاربع سنوات مظهرا طبيعيا لعمره .
وتظهر حالة الطفل المشاغب
المدمر لدى الذكور اكثر من الاناث وخلال عمر السنتين لاسباب متعلقه بجهل
الطفل للعلاقه بين الاصدقاء او الاشقاء وتزداد هذه الحاله عن احساس الطفل
بالغيره او كبت حريته في اللعب وقلة الاشراف والمراقبه داخل المنزل
اما العلاج فيتلخص بترك الطفل
وحيدا لفتره وحرمانه من اللعب مع اصدقائه الذين نالهم الاذى منه لتخفيف
اثار العصبيه والعدوانيه بعد فتره قصيره
اما الطفل
العصبي النشيط وذو الحركه الزائده والذي لا يعرف الجلوس مستويا ويقضي وقته
في العبث والقفز ما يفقده التركيز فيتراوح عمره بين الثالثه والسابعه
من العمر ولم يثبت ان لهذه الحال سببا طبيا وانما هو الغالب اسباب
وراثيه.
وبخصوص احباط
الطفل . فان الطفل يعاني منه قبل سن الرابعه لاسباب مختلفه تعود الى عدم
حصوله على ما يريد فقد يصرح مثلا اذا كان مع والدته واشار الى
لعبه معينه ورفضت شراءها له وقد يتحول هذا الغضب في ثوان الى نوبه
عصبيه فيقوم الطفل عندها بالقاء الاشياء من حوله وقد يستمر في الصراخ
حتى ترضخ الام لرغبته وتحقق له ما يريد رغبة منها في تهدئته
وقد اكدت
الدراسات في مجال تربية الطفل انه كلما ارتفع صوت الام في القاء
التوجيهات الى طفلها كانت ردة فعله عكسيه تماما فالام التي تلجأ
الى تعنيف طفلها تجعل منه في المستقبل فاقدا للثقه بنفسه او ضعيف الشخصيه
.
ولمواجة
تصرفات الام يؤكد الخبراء ان الطفوله تمر بمراحل ثلاثه وهي الرضاعه
وتمتد حتى عمر السنتين والطفوله المبكره حتى السنه السادسه اي مرحلة
ما قبل المدرسه والطفوله المتأخره وهي مرحلة الدراسه الابتدائيه.
ومن المؤكد
ان العلاقه الجيده بين الطفل ووالديه في مرحلة الطفوله تساعده على النمو
النفسي الطبيعي كما ان الاستقرار الاجتماعي والنفسي للاسره يجعل الطفل
يكتسب الخبرات التي تساعده على الشعور بالامان وعدم اضطراب سلوكه ما يلزم
الوالدين بالابتعاد عن تهديد طفلهما وتعنيفه وكذلك عدم الافراط في
تدليله...