حـديث اليــوم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك) رواه البخاري.
للوالدين مكانة عظيمة في الإسلام لذا فقد حث الإسلام الأبناء على بر آبائهم، وجعل الإسلام مجرد إظهار التأفف لهما أو النظر إليهما بحدة من العقوق ، ومما يؤاخذ عليه الابن إذا فعله؛ فقال تعالى: {وإما يبلغنَّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما...} الآية. وفي هذا الحديث يخص النبي صلى الله عليه وسلم الأم بمكانة خاصة، ويميزها عن الأب، ويجعل لها أكثر مما للأب، قال ابن بطال معلقا على الحديث: مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر , قال : وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع , فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها , ثم تشارك الأب في التربية . وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين ) فسوى بينهما في الوصاية ، وخص الأم بالأمور الثلاثة . وفي حديث عائشة " سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال : زوجها . قلت : فعلى الرجل ؟ قال : أمه " وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " أن امرأة قالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا كان بطني له وعاء , وثديي له سقاء , وحجري له حواء , وإن أباه طلقني وأراد أن ينزعه مني , فقال : أنت أحق به ما لم تنكحي " كذا أخرجه الحاكم وأبو داود . فتوصَّلَتْ لاختصاصها به وباختصاصه بها في الأمور الثلاثة.