في رحاب آيـة
{وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
إن الذين آمنوا بالله في الدنيا ، وأخضعوا جوارحهم لأوامره ، وتحملوا في سبيله المشاقّ في الدنيا لا بد لهم من مكافأة ولا بد لهم من أجر في الآخرة ، ولأن هذه المكافأة التي تنتظرهم من الكريم فلا ريب أنها تفوق ما تحملوه من مشاقّ بأضعاف كثيرة ، إن أبأس أهل الدنيا يجاء به يوم القيامة فيغمس في الجنة غمسة فلا يذكر أنه قد مر به بؤس قط ، لقد أنساه نعيم الجنة ما مر به في الدنيا. إنها ألوان من النعيم يتقلبون فيها فتمتلئ نفوسهم غبطة وسرورا ، وتشع وجوههم بشرا ونورا. فالثمار التي يرزقونها في الجنة تشبه تلك الثمار التي يعرفونها في الدنيا ظاهريا فقط ، أما في الحقيقة فهي تفوقها حلاوة وطيبا ، فإن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وأزواجهم في الجنة مطهرات عفيفات . وفوق كل ذلك هناك نعمة كبرى تنتظرهم ؛ فهم في هذا النعيم المقيم أبد الآبدين.