غَذَوْتُكَ
مولوداً وَعْلتُكَ يافعاً * تُعَلُّ بما أدنْي إليك وتَنْهَلُ.
- إذا ليلةٌ نابَتْكَ بالشَّكْوِ لم أَبِتْ * لشَكْواكَ إِلا
ساهراً أَتَمَلْمَلُ.
- كأني أنا المطروقُ دوَنكَ بالذي * طُرِقْتَ به دوني وعينيَ
تَهْمُلُ.
- تَخَافُ الرَّدَىْ نَفْسِي عليكَ وإِنها * لتَعلمُ أن الموتَ وقتٌ
مؤجلُ.
- فلما بَلَغْتَ السِّنَّ والغايةَ التي * إليها مَدَىْ ما كُنْتَ
فيكَ أُؤَمِّلُ.
- جَعَلْتَ جزائيْ غِلْظةً وفَضَاضَةً * كأنكَ أنتَ المنعمُ
المتفضِّلُ.
- فليتكَ إذ لم تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتي * فَعَلْتَ كما الجارُ
المجاوِرُ يفعلُ.
- فَأوليتَني
حَقَ الجِوَارِ ولمْ تَكنْ * عليِّ بِمَالٍ دُونَ مَالِكَ تَبْخَلُ
- وسَمَّيْتَني باسْمِ المُفَنَّدِ رأيُهُ * وفي رَأْيِكَ التفنيدُ
لو كُنْتَ تعقلُ.
- تَراهُ مُعِداً للخِلاَفِ كأنهُ * بِرَدٍّ علَى أَهْلِ
الصَّوَابِ مُوَكَّلُ.