الى قادة العالم الأسلامي

إلى كل قادة العالم الإسلامى وعلى رأسهم قادة الجمهورية التركية ، أذكركم هنا بأن الله تعالى يأمر فى قرآنه الحكيم بقتال المعتدين فى قوله تعالى {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وأعلموا أن الله مع المتقين} آية 9 من سورة التوبة " إنى أسألكم بعد أن شاهدتم قتل المسلمين بأيدى الكفار :هل تستطيعون النوم أمام هذه الذلة وهل تتمكنون من بلع طعامكم ؟ ترى ما يحدث بغزة لا يعصف بقلوبكم ولا يحرق أكبادكم ؟

وهذا الأمر الإلهى بالقتال والرد المشار إليه آنفا هو أمر من الله تعالى الذى تؤمنون به وتقولوا كل يوم " آمنت بالله " وإذا لم يكن لديكم نقصا فى إيمانكم، فهيا تحركوا ! فماذا تنتظرون بعد ؟ إن كلاب إسرائيل المسعورة وأعداء الله والإنسانية والإسلام حبسوا إخوانكم المسلمين الضعفاء فى حدود ضيقة وبنفس الوقت يقتلونهم داخل بيوتهم بشكل جماعى ، يهدمون ويحرقون منازلهم.بالله عليكم أليس القتلى هم فى نفس درجة أباءكم وأمهاتكم ونساءكم وإخوانكم الأبرياء ؟ ألم تجلسوا على مقاعد الحكم كوكلاء لأخر الأنبياء بفضل من الله تعالى الذى كرمكم وجعلكم فى أحسن تصوير؟ أليس الله تعالى هو القائل { يا آيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } آية 7 من سورة محمد ؟

وأعود لأسألكم مجدداً : أنتم عبيد لمن ؟ هل لله تعالى ؟ أم لإسرائيل وأمريكا ؟ ومِن مَن تخافون أكثر أمن الله أم من هؤلاء ؟ ألم تطلعوا على هذه الآية القرآنية " ..إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم " هل تدركون ماذا يعنى قول الله تعالى بالآية ؟ وهل الله تعالى هو الأقوى عندكم أم إسرائيل وأمريكا ؟ أم غربان الأمم المتحدة ؟

أفيقوا من غفوتكم آيها الحكام المسلمون .. أفيقوا ! ما كل هذا التخاذل والخوف وعدم الإيمان ؟ إن الله تعالى دعا دائما لنصرة المظلوم ومساعدتة يقول الله تعالى بالقرآن الكريم مؤكدا أن العزة له وللرسول وللمؤنين {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون } آية 8 من سورة المنافقون " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإسلام يعلوا ولا يعلى عليه " .

إن الإنسانية لم ترى مثل هذه المذابح البشرية البشعة طوال ستة قرون حكم فيها المسلمون العالم بالعدل ومن هنا أقول كيف تتحملون وتقبلون هذه الذلة للأمة الإسلامية ؟ إنكم بموقفكم وتخاذلكم أوضحتم مدى خوفكم من العباد أكثر من الله تعالى وعرّضتم العالم الإسلامى لهذه الفضيحة وهذا التدنى من أجل أن تبقوا فى مقاعد الحكم مرتاحون.لقد حوّلتم بقاع العالم الإسلامى لبحيرة من الدماء وصادقتكم قتلة وظلمة المسلمين ولذا فأنتم قتلة وظلمة مثلهم تماماً وهذا ليس من قولى أنا وإنما قول الحق تعالى الذى تقولون أنكم أمنتم به {لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى} آية 82 من سورة المائدة " والأمر ليس منحصرا فى الآية السابقة وإنما يقول الله تعالى أيضاً فى الآية 129 من سورة الآنعام { وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون } ويفسر البغوى هذه الآية الكريمة فى كتابه " معالم التنزيل " فيقول أن الله تعالى يؤكد على أنه يسلط الظلمة على بعضهم البعض ثم من بعد يهلك الظلاّم بأيدى الظلمة .ثم يضيف البغوى هذا الحديث القدسى" إن المعين للظالم نجعل الظالم يتسلط عليه نفسه يوما" وفى الحديث القدسى أيضا " أن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ويقول الحق تعالى أيضا " بعزتى وجلالى لأنتقمن من كل ظالم عاجلا أو آجلا " فهل تؤمنون بهذه الأحاديث القدسية ؟

وهذه الأحاديث ثابتة ووردت فى كتاب " التبويب الموضوع للأحاديث " وأوردها الطبرانى أيضاً. ترى هل تعرفون معنى سقوط إخوانكم وسكب دمائهم ؟ أليس الأحرى بكم أن تهبوا وتصرخوا " آيها المسلمون .. العون والمدد .. أدركونا ؟! إنى أسألكم هل ترون وتشاهدون ما يحدث أم أنكم كما قال الحق تعالى { صم بكم عمى } ؟ إننى أذكركم لا تنسوا أن الله تعالى سينتقم من ظلمكم ؟

إننى أدعوكم لفتح عيونكم وآذانكم وقلوبكم .. أنظروا وإسمعوا ! أنصتوا للحق وإصغوا لما يطلبه الناس وإستمعوا لصوت المظلوم . أمّا طائراتكم وقنابلكم وصواريخكم ومدافعكم وبنادقكم فلأي يوم تنتظر هى ؟ هل أنتم إلى كل هذه الدرجة من الجبن والخوف بحيث لا تقدرون على الرد بالمثل ؟

يا سادة إنهم اليهود لا يفهمون غير لغة القوة ، العين بالعين والسن بالسن ، فالصهيونية لا تدرك ولا تفهم غير هذه اللغة .وإذا لم يكن بمقدوركم القيام بالرد بالمثل ، عليكم إذن قطع العلاقات معهم وإطردوا سفيرهم وقنصلهم ، بالله عليكم أنصفوا شرف الإسلام الذى تمرمغ بالتراب ،ألغوا كل معاهداتكم مع أعداء الإسلام عديمى الشرف ، فربما يشفى هذا القلوب المحترقة لكل المسلمين.